صفاقس: عروض ساحرة في افتتاح فعاليات يوم التراث الثقافي الصيني (فيديو)
انطلقت الأربعاء 3 أوت 2016 بمعرض صفاقس الدولي فعاليات يوم التراث الثقافي الصيني غير المادي في إطار تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 بحضور مكثف من المسؤولين بكل من تونس والصين من بينهم فائقة العويني ممثلة لوزيرة الثقافة والمحافظة على التراث ووالي صفاقس الحبيب شواط ومندوبة الثقافة بصفاقس ربيعة بلفقيرة ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية صفاقس مبروك القسمطيني الى جانب المنسقة العامة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية هدى الكشو.
وحضر من الجانب الصيني سفيرة جمهورية الصين بيان يان هوا، ونائب رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة في الصين جو تسي ورئيس اتحاد الأوساط الأدبية والفنية ببكين جانغ خه بينغ ونائبه تشنغ هوي منغ.
وقد توقفت الكلمات الترحيبية عند أهمية الروابط الرسمية والشعبية بين الصين وتونس والعالم العربي وهي روابط وعلاقات ضاربة في عمق التاريخ حيث شكل طريق الحرير القديم جسر تبادل بين الصين والدول العربية، والمبادرة الإستراتيجية العظيمة (الحزام والطريق) وتمت ترجمته على المستوى الثقافي في المدة الأخيرة من خلال إقامة مهرجان الفنون الصينية بنجاح في سوريا سنة 2008 والبحرين سنة 2012 والآن بصفاقس التونسية 2016 ليحصل التلاقح الثقافي ومزيد التعرف على ما تكتنزه الصين من علوم ومعارف وأنماط ثقافية مهمة.
وقد أشارت هدى الكشو المنسقة العامة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 إلى الاتفاقيات المبرمة بين الصين وتونس ولا سيما على مستوى التعاون والتبادل الثقافي الممضى من خلال الاتفاقية الموقعة سنة 2014 وقالت إنّ المشاركة الصينية في تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية هي دليل وتأكيد على هذا التعاون والتواصل بين البلدين الصديقين .
وأما فائقة العويني ممثلة وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث فدعت إلى استغلال هذا الأسبوع الثقافي الصيني في تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية من اجل اكتشاف مميزات الثقافة والحضارة الصينية العريقة والتعرف على خصائصها الفريدة والمتنوعة .
وقد توقف الحبيب شواط والي صفاقس عند قواسم مشتركة بين الصين وصفاقس إلى حد قول البعض أن صفاقس هي بمثابة شنغهاي الصينية على مستوى الجدية والانكباب على العمل وقال إن الثقافة لا تحمل أبعادا إقليمية فحسب وإنما هي بوابة للتنمية ومحاربة أعداء الحياة وقال انه من الضروري أحداث مركز ثقافي صيني بصفاقس لتعزيز علاقات الصداقة والتلاقح الثقافي ولا تقتصر الروابط على الجانب الاقتصادي فقط من حلال الصادرات والواردات وشكر والي صفاقس الحكومة الصينية على ما قدمته لصفاقس على مستوى أحداث المستشفى الجامعي الثالث.
وقد شدد جو تسي نائب رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة في جمهورية الصين الشعبية في كلمته على عراقة الحضارة في كل من الصين والدول العربية ومنها تونس وعمق الروابط بين الصين والعالم العربي منذ القديم وطريق الحرير شكل صداقة متينة بينهما لتشهد العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية تطورا مسترسلا وقال إن صفاقس هي لؤلؤة على الساحل المتوسطي ولها ميناء عريق يعكس تواصلها مع العالم الخارجي وقال إن إقامة مهرجان للفنون الصينية بصفاقس له أهمية كبرى لتبادل ثقافي صيني تونسي قوي .
واما سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية التونسية السيدة بيان يان هوا فقالت إنّ الصين ما انفكت تبدي حرصا كبيرا على المشاركة في تظاهرات ومهرجانات الثقافة العربية وهي المرة الثالثة التي تشارك فيها الصين في هذه المهرجانات بعد دمشق 2008 والمنامة 2012 وقالت إن الصين بلد مترامي الأطراف وله ثقافة متجذرة في عمق التاريخ.
وقالت السفيرة إن المستشفى الجامعي الثالث بصفاقس الذي مولته الصين ستنطلق أشغاله خلال السنة الحالية وسيكون مشروعا لتأكيد علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين.
وبعد الكلمات الترحيبية كان الموعد مع العروض الافتتاحية التي قدمها وفد التراث الثقافي غير المادي من اتحاد الأوساط الأدبية والفنية ببكين والتي سحرت الألباب وشدت الناظرين وتمثلت في عرض ألعاب الخفة ( الألعاب السحرية ) حيث تعد الصين إحدى منابع ألعاب الخفة التي نشأت منها ألعاب الخفة الحديثة حيث بأدوات بسيطة يمكن للاعب الخفة إيجاد عالم سحري إلى جانب ما يعرف بـ" الكنز الوطني " للصين وجوهر ثقافتها ' اوبيرا بيكين '، وهي من ابرز أمثلة التراث الثقافي العالمي غير المادي وتم تقديم قطعة من أوبرا بكين على دور " لاو شنغ " وقطعة كلاسيكية تحت عنوان " لقد كنت مرتاحا في وا لونغ قانغ " وهي تنتمي إلى فقرة " حيلة الحصن الفارغ " التي تظل ذخيرة لاوبرا بكين الصينية والتي تهتم بالحركات والملامح وإبداع عالم متعدد الالوان بصوت شخص واحد فقط وتم تقديم فن تقليد الاصوات الصيني الى جانب الاكروبات الصينية ذائعة الصيت في انحاء العالم والتي يرجع تاريخها الى ما قبل الفي سنة ويتطلب تسلسل الحركات تمرينات كثيرة.
وفي عرض الاكروبات قدمت ممثلتان صغيرتان " لعبة الشيطان " ( كونغ جو) وهي لعبة شعبية لقوية هان الصينية وهي تجسد روعة الثقافة الصينية وتجمع بين صفات عديدة كلعبة ممتعة ورياضة بدنية وسباق وعرض .
كما تم تقديم عرض فني تقليدي من خلال الآلات الموسيقية الصينية التقليدية كالمزمار وأرهو وبيبا والعزف على 9 آلات موسيقية مختلفة على التوالي ليقدم لحنا مسمى بـ" تضامن الامة الصينية " .
فتحي بوجناح

